الخميس، 21 أغسطس 2014

الدكتور محسن الفحام يكتب : نحن بشر … نخطىء ونصيب

شاءت الاقدار ان احضر جانباً من الجلسات الاخيره لمحاكمة القرن المتهم فيها الرئيس الاسبق / حسنى مبارك ونجليه ووزير داخليته وبعض مساعديه .. ولعل المصادفه هى التى قادتنى لذلك الا اننى لست نادماً على هذا الحضور بالعكس فقد كنت شغوفاً ان اعرف ماذا يدور فى كواليس تلك المحاكمة التى شارفت على الانتهاء .
وبرغم ما قد اتعرض اليه من انتقادات على تناولى لهذا الموضوع الا اننى لا اخفى عليكم مدى سعادتى لرؤيتهم جميعاً حيث كانوا رؤساء لى فى مرحلة معينة من تاريخ حياتى الوظيفية ، وتوجهت ومعى بعض الصحفيين والاعلاميين والعديد من الحضور لمصافحتهم والاطمئنان عليهم .
وانا هنا لن اتناول المناقشات والمرافعات القانونية التى اثيرت فى المحاكمة ، فهذا موضوع متروك للقضاء ولعدالة السماء ، بل سوف اتعرض للحالة النفسية التى رأيت فيها هؤلاء الرجال وهم ينتظرون الحكم عليهم سواء بالأدانه او البراءه .
كان اول ما لفت نظرى قبل الدخول الى قاعة المحاكمة ثباتهم وثقتهم بالله وقناعتهم بالبراءة ، وقد بادرنى احدهم بسؤالى هل ابنائنا من الضباط ومن المصريين الشرفاء ومن شباب الثورة الحقيقيين ما زالوا يعتقدون اننا قتلنا من شارك فى ثورة 25 يناير ، بعدما سمعوا شهادتنا امام العالم والتاريخ … لا والله لم نفعل ذلك ابداً ، بل لا يمكن ان نفكر فيه اصلا ,,, ورأيت الدموع فى أعين احدهم وهو ينفى ذلك عن نفسه .
ثم دلفت الى قاعة المحكمة حيث وجدت رئيسها رجل فى منتهى الوقار والهدوء والصفاء الذهنى يتعامل معهم باحترام واضح علماً بانه سوف يصدر عليهم قريباً احكاماً بالأدانه او البراءه … المهم هنا هو الاحترام والسعى لاظهار الحقيقة امام العالم اجمع … ووقفت اقارن بين هؤلاء المتهمين ومن بينهم رئيساً للدولة استمر يحكمها ما يقارب من ثلاثون عاماً وكان قبلها نائباً لرئيس الجمهورية وقائداً للقوات الجوية . حيث كان الجميع يقف بتقدير واحترام للمستشار الجليل رئيس المحكمة عندما كان ينادى عليهم وهم فى قفص الاتهام  بعبارة ( موجود يا افندم ) وبين رئيس استمر حكمه عاماً واحداً بانتخابات اثير حولها الكثير من الشكوك والجدل يقول لرئيس محكمته ( انت مين يا عم انتا … انا رئيس مصر … انتا مين بقي ) وكذلك بين اخرون من نفس الجماعة المحظورة يديرون ظهورهم لهيئة المحكمة معبرين عن عدم اكتراثهم بها .
اعود مره اخرى الى قاعة المحكمه ، هدوء بين الحاضرين ، احترام بين المتهمين ، لم يلقى احدهم تهمته على الاخر سعياً وراء برائته ، ثقة فى النفس وهم يعرضون احداث يناير 2011 ودور كل منهم فى التعامل معها ، وكان القاسم المشترك بينهم فى جميع اقوالهم انهم ابداً لم يصدروا تعليمات لقتل المتظاهرين وهو ما شهد به جميع شهود هذه القضية وبأن ما حدث فى البلاد اعتباراً من 28 يناير 2011 كان اختطافاً لثورة الشرفاء من ابناء هذا الشعب . وكان اهم ما استوقفنى تلك الدموع التى كانت تتساقط من اعينهم وهم يدافعون عن انفسهم حيث لم يكن هدفهم اظهار برائتهم بقدر ما كان الهدف هو الاثبات للشعب والتاريخ انهم لم يقتلوا او يشاركوا فى قتل ابناء وطنهم وهم الذين كانوا يوم ما سبب من اسباب استتدباب الامن والسلام لهم ، وهو امر للأسف ليس من السهل تحقيقه خاصة وان العديد من الاعلاميين الذين لهم اهداف معروفة نجحوا فى رسم صورة ذهنيه سيئة لهم بل وما زالوا يدفعون الرأى العام حتى الان فى هذا الاتجاه ، برغم ان الجميع قد اصبح متأكداً من كان وراء ما حدث فى اعقاب ثورة يناير 2011 .
كما استلفت نظرى ان هناك بعض الصحفيين والاعلاميين والحاضرين تساقطت دموعهم رغماً عنهم تعاطفاً مع من رأوهم يوم ما يساهمون فى امن وطنهم ومع رجلاً حكم البلاد ثلاث عقود واقترب من نهاية رحلة حياته وهو يبكى ليس ضعفاً او خوفاً ولكن حزناً من الجحود والنكران ومحاولة تشويه صورته وتاريخه ، برغم من انه اعترف امام العالم اجمع فى كلمته التى اعترض عليها من اعترض وانتقدها من انتقد ( انه بشر يخطىء ويصيب ) وانه سوف يتقبل حكم القضاء مهما كان ، ولكنه يرفض التشكيك فى حبه لوطنه وفى شرفه العسكرى .
وعند انتهاء الجلسه خرج الجميع منها بهدوء وسكون وتوجه الاعلاميين لرؤية الرئيس الاسبق بعد الانتهاء من كلمته وهو يستعد للعودة الى محبسه وكذلك نجليه ووزير الداخلية الاسبق ، ثم المساعدين الذين رفضوا التحرك الا بعد الاطمئنان على الرئيس الذى كان يعانى من حالة احباط واعياء شديد .. وكان المساعدين فى حالة نفسيه راضيه بعدما اعطت لهم المحكمة الفرصة للدفاع عن انفسهم امام الرأى العام ، ولم تهتز ثقتهم فى انفسهم وكانوا على قناعة ان الله سيجرى حكمه العادل على لسان القاضى الجليل رئيس المحكمه .
لم اتطرق فيما عرضته كما ترون الى الجوانب القانونية فى المحاكمة ، فهذه لها اهلها ولكننى اردت ان اقترب من هؤلاء الذين يصفهم الرأى العام والقضاء بالمتهمين وما هو تأثير ذلك عليهم حيث وجدت قمة الايمان والثقة سواء فى الله او فى انفسهم او فى القضاء وهذه قيمة كبيرة اتمنى ان يتحلى بها ابناءنا من ضباط الشرطة الذين ما زالوا يقومون بواجبه تجاه وطنهم وهى ضرورة الثقة فى النفس ، وعدم الخوف او التردد اثناء تأديتهم لعملهم وواجبهم فالقادم قادم لا محاله فلنواجهه بكل ثبات وشجاعة لانهم يحملون رسالة الحياة الى ابناء هذا الوطن … رسالة الامن والامان … لا بد ان نحملها بكل قوة وجسارة حتى ولو كانت حياتنا ثمناً لها ، فهذا قدرنا منذ ان دخلنا محراب كلية الشرطة .
قد يرى البعض من المغيبين ان كلامى هذا قد يؤثر على سير العدالة ، فيا له من ساذج من يعتقد هذا الاعتقاد المتخلف ، ولكنها فيض مشاعر مازلت احملها لهؤلاء الرجال ومن الصعب ان اتجاهلها او انكرها برغم قناعتى ان هناك اخطاء قد حدثت وتجاوزات قد وقعت ولكننا كما قال الرئيس الاسبق / مبارك بشراً نخطىء ونصيب ولا جرم ان نحاسب على اخطائنا … فارجوا منكم ان تقدروا ذلك .

الأحد، 27 يوليو 2014

الدكتور محسن الفحام : عدنا….. لنلتقى






فى هذه الايام الكريمة التى تتواكب مع نهايات شهر رمضان الفضيل وبشائر عيد الفطر المبارك ، اتقدم لكل احبتى فى الله بخالص التهنئة والحب ، وايضاً الشكر والعرفان .

لم اكن اتوقع هذا الفيض الكريم من الحب والتشجيع والمؤازره منكم جميعاً عندما تجرأت ( بتشجيع ابنتى ) أن يكون لى صفحة من صفحات التواصل الاجتماعى ، أعرض فيها خواطرى وأفكارى ومقالاتى وأفراحى وأحزانى ، وفوجئت فى أقل من 3 شهور أن وصل عدد الاصدقاء والزملاء المشاركين معى فى هذه الصفحة الى ما يقرب من 1000 من الاحباء والاصدقاء والزملاء … استرجعت فيها مع قراءة اسمائهم ورؤية صورهم أجمل ايام حياتى معهم ، واهم الانجازات التى حققناها معاً ، وما تعرضنا له فى مشوار حياتنا من مواقف حزينة واخرى جميلة وهذا هو معنى الحياة التى عشناها معاً .
فهنا قياداتى وزملائى وتلاميذى من ضباط الشرطة وأمنائها وافرادها .. وهنا زملائى من الاعلاميين والصحفيين والمثقفين والمفكرين … وهنا زملائى فى مصر للطيران ومطار القاهرة ووزارة الطيران … وهنا أقاربى وعائلتى … وهنا المحبون والمخلصون ممن شرفت بالتعامل معهم ولو لمرة واحدة فى حياتى … وهنا اصدقاء المحن الذى سخرهم الله لى فى أشد أوقات احتياجى الى مجرد كلمة طيبة …
أحبتى فى الله … أنتم أجمل نعمة انعم الله بها على فى حياتى .
أدامكم الله لى دائماً
وها نحن نقول أخيراً …. عدنا معك يا عيد … لنلتقى دوماً
وانتم الخير طوال كل عام
الدكتور محسن الفحام

الدكتور محسن الفحام يكتب : فى ذكرى وفاته الثانية .. عمر سليمان … الذى لا تعرفه


مضى الايام على وطننا الحبيب ما بين الاٌلام والامال ،ويمر عامين على وفاة / عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق ورئيس جهاز المخابرات الاسبق فى 19/7/2012 وما زال صدى صوته يتردد فى آذاننا عندما اعلن عن تخلى الرئيس / حسنى مبارك عن منصبه فى بيان لم يستغرق دقيقتين ولكنه كان كافياً لوضع نهاية لنظام استمر ثلاثون عاماً بما له وما عليه وبداية مرحلة جديدة من تاريخ نضال هذا الوطن .
كان منذ نشأته مولعاً بدراسة الرياضيات واللغات الاجنبية وكان يجمع شباب العائلة ليشرح لهم ما يصعب عليهم فى هذه المواد وهذا سر اهتمامه بمواصلة الدراسة حتى بعد أن عمل فى المناصب القيادية بالقوات المسلحة حيث حصل على الماجستير فى العلوم السياسية وهو ما ساعدة كثيراً فى المباحثات والمفاوضات والمؤتمرات التى كان يحضرها فى معظم الدول الاوروبية بالاضافة الى الولايات المتحدة الامريكية ، وكان حافظاً للقرأن الكريم عن ظهر قلب ، ودائم التردد على المساجد لاداء معظم الفروض حتى وهو نائباً لرئيس الجمهورية ، واتذكر هنا أن طلب منه أحد أئمة المساجد الذى كان يؤدى فيه صلاة الجمعة ، وكنت معه ، تجديد المسجد عندما لمحه فيه وكان اول مرة يتردد علية فوافق على الفور على ان يكون ذلك بصفتة الشخصية وليست الوظيفية ودون ان يعلن عن ذلك .
كان حرب اليمن عام 1962 اول الحروب التى شارك فيها واستمر هناك ثمانية اشهر ثم شارك فى حرب 1967 وذاق مرارة الهزيمة وشارك فى حرب الاستنزاف وصولاً الى انتصار اكتوبر 1973 .
تلقى الرجل العديد من الصدمات الإنسانية  فى مشوار حياته حيث فقد والدته وشقيقته وشقيقه الذى كان يعتبره بمثابة الأبن والاخ والصديق وذلك على فترات متقاربة وكنت أراه رابط الجاش إلا عند وفاة شقيقه اللواء جمال سليمان وكان يقول عنه انه السند الذى لا يمكن أن اعوضه طوال حياتى حيث كان يكلفة بدراسة احوال اهل المنطقة التى شهدت فترة شبابهما وكان يقوم بتلبيتها دون ان يعلم هؤلاء انه وراء ذلك ، وكان اليتيم احد اهدافه حيث كان يرعى المئات منهم مستخدماً اسماء مختلفه حتى لا ينسب اليه الفضل فى ذلك , واتذكر انه عندما كان يقوم بزياره والدته كان يطلب من سائقه الوقوف بعيدا حتي لا يلفت الانظار , او يحدث ارتباكا بالمنطقه ويتوجه مترجلا اليها مصافحاً كل من يتعرف علية ببشاشة وتواضع واحترام .
بطبيعة الحال فانني لن اخوض في تفاصيل عمله او انجازاته بجهاز المخابرات العامة ولكنني سوف اكتفي بان اشير الي بعض المواقف التي سمعت عنها يوم ما او عايشتها بنفسي معه ، وهنا فاننى اعلم ان البعض قد ينتقد ما سوف اتناوله ويعتقد انها محاوله لتحسين صورته الا انني اجد لزاما علي ان يعلم هؤلاء المغيبون واللذين نجحت ابواق الكذب والخداع من التيارات المختلفه ومعظمها من المتأسلمين اللذين اصابهم الهلع عندما اعلن اعتزامه الترشح للرئاسه وقاموا باصدار قانون للعزل السياسي مفصلا عليه .. وكان رحمه الله يتندر علي ذلك بقوله (القانون مافيهوش زينب ) واقول لهؤلاء ان هذا الرجل كان قائدا مصريا عظيما تاثر بالهزيمه وصمم علي الانتصار وحققه مع ابطال القوات المسلحه عام 1973 ثم حارب من اجلها وقت السلم حروباً اشرس من تلك التي خاضها في الحرب لانه كان يقودها بمفرده في المحافل الدوليه ، تعرض للموت من اجل مصر .. تعرض للاغتيال من اجل مصر .. تعرض للجحود من ذوى النفوس المريضة ، اصابه الحزن والمرض من اجلها الي ان انتقل الي جوار ربه راضيا مرضيا باذن الله .
عندما وافق على الترشح للرئاسة كان ذلك نزولاً على رغبة ملايين المصريين الذين يعرفون القيمة الحقيقية لهذا الرجل ، وهنا اتذكر كيف كان المئات ينتظرونة امام منزله وامام المسجد الذى يصلى به يطالبونة بالترشح ، وبرغم ظروفة الصحية ومحاولات عائلتة الاكتفاء بما قدمه للوطن تقدم لخوض المعركة , وقدم مصلحة بلاده على اى هدف اخر ، حتى لو كان ثمن ذلك هو حياته نفسها ,
قال لى احد قيادات جهاز المخابرات العامة اننا نعلم جيداً حجم الانجازات التى تحققت فى عهد هذا الرجل وكم كنا فخورين بذلك داخلياً وعربياً ودولياً ، وكيف كان يأتى اليه الوزراء من مختلف التخصصات حتى الاقتصادية منها ليستطلعوا رأيه فى العديد من أمور اعمالهم ، وكيف كان يجمع القيادات الفلسطينية فى اسرع وقت لحل المشاكل التى تتعرض لها القضية الفلسطينية وكان الجميع يتقبل قرارته بشأنها ، وكيف كان يستقبل فى الخارج استقبال رؤساء الدول ، وكيف كان يتعامل مع المؤمرات التى تحاك ضد الوطن بكل حزم وحسم . هذا الرجل حقق لوطنه الكثير الا انه كان يأبى ان ينسب ذلك لنفسه وكان يقول لولا هذا الوطن الذى نشأنا فيه وما له من تاريخ وثقل وقوة ما كنا لنحقق ما حققناه ، ولكننا كقيادات لهذا الجهاز لا نستطيع ان نعلن عن تلك الانجازات لكونها تتعلق بالامن القومى المصرى الا اننى على يقين ان التاريخ يوم ما سوف ينصف هذا الرجل الذى ظلم حياً وميتاً.
وهنا اتذكر اخر لقاء جمعنى به قبل سفره الاخير الى ابو ظبى حيث تحدث باستفاضة على غير عادته كانه كان يودعنا … فى هذا اللقاء اعرب عن حزنه لما ألت اليه احوال البلاد والعباد وما تعرض له هو شخصياً من هجوم وتشكيك فى ولاءه للوطن ، وتسائل معى كيف يكون اهتمامه قاصراً على حماية النظام القائم وهو الذى كان من أكثر الرافضين لمبداً التوريث ، وتحدث معى عن طبيعة الشعب المصرى قائلاً بابتسامة صافية ( هذا الشعب ليس له كتالوج ) فهو من اذكى الشعوب واقواها واطيبها عنيف عند غضبه متسامح عند رضائه ، اذا اراد تحقيق هدفاً لا بد ان يصل اليه ، كان  عاشقاً لهذا الشعب وكنت دائماً عندما تحتدم المناقشات فى المفاوضات الامنية او السياسية مع بعض الدول اقول لهم اننى موفد من قبل شعب لا يرحم من يسىء اليه او يظلمه ، ولا ينسى من وقف بجانبه او يدعمه .
تذكر فى هذا اللقاء المشير طنطاوى قائلا انه تحمل الكثير من اجل هذا الوطن خاصة فى مرحلة حكم المجلس العسكرى وما بعدها ، انه رجل مصرى حتى النخاع ، وهو وطنى بأمتياز .
وعن اللواء مراد موافى الذى خلفه فى رئاسة المخابرات قال عنه انه رجل من الجيل الذهبى لهذا الوطن ادى ما عليه بأمانة وتجرد ، وكان اميناً على وطنه حزيناً على ما وصل اليه هذا الوطن .
وعن الرئبس عبد الفتاح السيسى قال عنه انه عندما تولى رئاسة ادارة المخابرات الحربية توقع انه سيكون له شاناً كبيراً فى القوات المسلحة ، فهو يتمتع بثقة المشير طنطاوى الذى لا يعطيها الا لمن يستحقها ، ولديه قبول لدى كل من عمل معه ، وان الدولة فى حاجة لمثل هؤلاء الرجال المخلصين الذين لهم رؤية ثاقبة … الا ان القدر لم يمهل الراحل العظيم ليرى ما تنبأ به لهذا الرجل .
هذا غيض من فيض وفى جعبتنا الكثير ولكننى احترم رغبة العائلة فى ان تبقى سيرته وذكراه على نطاقها فقط ، بيد اننى رأيت ان الواجب يحتم على أن اتذكره واترحم عليه واتذكر مقولته لى ، ان ارضاء البشر غاية لا تدرك ، وأننى بذلت حياتى فداء لهذا الوطن …
…….. فى ذكرى وفاته الثانية اقول : رحمك الله ايها الفارس النبيل .

الدكتور محسن الفحام يكتب / عن تفجيرات الاتحادية .. نعم هناك تقصير …. ولكن !!







الان وبعد ان تسابقت جميع وسائل الاعلام بمختلف توجهاتها والعديد من الخبراء والمتخصصين وغير المتخصصين فى تناول حادث تفجيرات قصر الاتحادية واستشهاد كل من العقيد / احمد امين عشماوى والمقدم / محمد احمد لطفى اثناء تعاملهما مع العبوات الناسفه التى تم وضعها بمحيط قصر الاتحادية . متهمين الشهيدين بالرعونة والتراخى .. ووزارة الداخلية بالتسيب وعدم الاهتمام والترهل الامنى .. أجد انه لزاماً على احد ابناء هذه الوزارة وتلك المنظومة ان اتناول هذا الموضوع بشىء من الموضوعية والتعقل والبحث عن كيفية عدم تكراره مستقبلاً . واعتقد ان ذلك هو هدف كل من يهمه هذا الوطن فى هذه المرحلة العصيبة .
لابد من الاشارة اولاً الى ان الشهيد / احمد امين عشماوى نجح فى تفكيك وابطال 79 عبوة ناسفة خلال الشهريين الماضيين . كما نجح الشهيد / محمد احمد لطفى فى ابطال 56 عبوة اخرى فى نفس تلك الفترة . ناهيك عن قيامهما بفحص المئات بل الالاف من البلاغات السلبية عن وجود متفجرات فى مواقع مختلفة مما سبب لهما ولزملائهما ارهاقا ذهنياً وبدنياً حيث يعملون فى ظروف عصيبة وعلى مدى اليوم دون كلل … الا انه من المعروف ان التعامل مع المواد المتفجرة والناسفة يحتاج الى ثبات انفعالى وهدوء اعصاب وتركيز شديد لان النتيجة المحتمة فى هذا التعامل اما ابطال العبوة واما الشهادة .
ان المعركة التى نحن بصددها هى معركة العبوات الناسفة والمواد المتفجرة حيث يتفنن المأجورين والخونة فى الاستعانة باعلى التقنيات العلمية لتحقيق اكبر قدر من الخسائر فى الارواح والممتلكات ، فاحياناً يتم التفجير عن بعد ، او من خلال عدة دوائر كهربائية فى ذات العبوة بحيث تنفجر عند اى اهتزاز او عند فصل دائرة من هذه الدائرة ، الى غير ذلك من الوسائل المتطورة وهو الامر الذى يجب ان يكون محل تطور موازي من قبل الاجهزة الامنية خاصة العاملين فى هذا المجال ، فالمؤشرات تقول ان القادم قد يكون اخطر واصعب من الحاضر فى هذا الاطار .
ان الوزارة لديها امكانات كبيرة من المعدات المتطورة للتعامل مع تلك المتفجرات منها مدافع المياة والانسان الالى والبدل المصفحة والبوتقات المصفحة بلاضافه الى اجهزة التفجير عن بعد … الا انه مع كثرة البلاغات الوهمية والشراك الخداعية اهمل بعض الضباط فى الاستعانة بتلك الاجهزة وذلك بغرض الاسراع فى عمليات الانتقال والفحص والتعامل لبث الطمأنينة فى نفوس المواطنين الابرياء وبالرغم من سمو تلك الغاية الا ان هذا الاهمال تسبب فى تلك المأساة وفقدان اثنين من اغلى رجال الشرطة … ومن هنا اننى اناشد الضباط العاملين فى هذا المجال بتوخى اعلى درجات الحيطة والحذر فى التعامل مع تلك البلاغات اياً ما كان درجة الشك فى عدم جديتها .
ان هناك العديد من الضباط الحاصلين على دورات متطورة على اعلى مستوى فى مجال التعامل مع المفرقعات قد تم نقلهم الى مواقع اخرى او الى محافظات اقل تعرضاً لمثل هذه العمليات الخسيسة وهو الامر الذى اجهض هذا القطاع من بعض كوادرة وهو ما يجب ان يتم تداركه فى اسرع وقت دون النظر الى الفترات البينية التى يجب ان يقضيها الضابط المتخصص فى هذا المجال فى محافظات او قطاعات اخرى . كما لوحظ وجود تقليص فى الدورات المتخصصة فى هذا المجال خلال الفترة السابقة والاكتفاء بالدورات المحلية ، وقد يكون ذلك مرجعه الى اهتمام الوزارة بتكثيف التواجد الامنى للضباط العاملين فى هذا المجال خلال هذه المرحلة الحساسة التى تمر بها البلاد .. وفى هذا الصدد اذكر اننى شخصياً حصلت على دورة فى مجال التعامل مع المتفجرات بالولايات المتحدة الامريكية استمرت لمدة شهريين كامليين وكان معى مجموعة من خيرة ضباط الشرطة النابهيين فى هذا المجال واتمنى من مسؤولي الوزارة الاستعانة بهم فى هذا الوقت العصيب اذا كان قد تم نقلهم الى مواقع او محافظات اخرى .
اناشد الاعلام بعدم تناول هذا الحادث بمنظور سلبى محض . بل انه يجب الاشارة والاشادة بالانجازات التى يحققها ضباط المفرقعات الذين يتعرضون عند فحص كل بلاغ للأستشهاد ، وانه لابد من اعادة النظر فى التناول الاعلامى لهذا الموضوع بالذات لان اهتزاز ثقة الضابط فى نفسه وهو يفحص اى بلاغ من هذا النوع قد يعرض حياته للخطر .. لابد من بث الثقة فى نفوسهم ومعاونتهم فى اداء عملهم فالاعلام وسيلة ورسالة ، والقادم اهم واخطر ، ولابد من ان نتكاتف معهم لمؤازرتهم وتشجيعهم على اداء عملهم .
لن اتناول ما حدث عند قصر الاتحادية بالتحليل او النقد فالواضح للجميع ان هناك قصور ورعونة فى التعامل مع هذا الحدث ، الا ان هناك اخطاء مشتركة بين العديد من الادارات التى تعاملت مع هذا الحدث سواء بالنسبة للأهتمام بالمعلومات المسبقة ، او التامين والتمشيط والاشتباهات فى المترددين على تلك المنطقة فى اوقات متأخرة من الليل .. الى اخره من الاجراءات التى كان من الواجب اتخاذها وعدم تحميل ذلك على الشهيديين فقط … وانما اجد انه من واجبى وواجب كل مصرى غيور على وطنه ان يشد على يد كل ضابط شرطة يعمل فى هذا المجال ، وادعوا هؤلاء الرجال الا يفقدوا الثقة فى الله وفى انفسهم وفى قيادتهم وان يعلموا ان هناك اهدافاً اخرى اكبر واخطر من نتائج تلك العمليات الخسيسة لعل اهمها احداث وقيعة داخل اسرة جهاز الشرطة وفقدان الثقة بين افرادها وزرع الخوف بين ابناء هذا الجهاز العتيد وهو لن يتحقق بأذن الله ……. واخيرا ادعوا الله ان يحفظ البلاد والعباد من اعداء الخير والسلام.

الدكتور محسن الفحام يكتب : أبدا… لن تنكسر المرأة المصرية



انهم يحاولون اخماد صوت المرأة المصرية وتخويفها لابعادها عن الساحة السياسية  في مصر ، بعدما اكدت انها كانت وما تزال تمثل ظهيرا شعبيا مؤثرا اطاح بنظاميين حاكمين ، واتي بالابن البار بها الرئيس / عبد الفتاح السيسي قائدا للبلاد خلال تلك المرحلة العصيبة من تاريخ الامه … فهل سوف يتحقق لهم ذلك ؟
قبل ان نجيب علي هذا التساؤل دعونا نستعرض تاريخ نضال المرأة المصرية خلال التاريخية السابقة  للوطن … فها هي مسيره نسائية قوامها ثلاثمائة امرأة تخرج من منزل زعيم الامه سعد زغلول في 16/3/1919 للمطالبة بالاستقلال الوطني ، وحرية المرأة ، وتزايدت اعداد المتظاهرات واستمرت عدة ايام سقط خلالها خمسة شهيدات حتي خضعت بريطانيا لمطالب الحركه الوطنية، وتم تشكيل اول حركه نسائية مصريه برئاسه السيدة / هدي شعراوي التى قامت بتكوين الاتحاد النسائي المصري كهيئة مستقلة تدافع من خلالها عن حقوق المرأة .
وتوالت نجاحات المرأه المصريه في خوض غمار العمل العام حتي قيام ثوره يوليو 1952 حيث اقر الدستور المصري الصادر عام 1956 مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في كل الحقوق والواجبات وكانت السيده / راويه عطيه اول مصريه تدخل البرلمان المصري عام 1957 والدكتوره حكمت ابو زيد اول وزيره للشئون الاجتماعيه عام 1963 ومنذ هذا التاريخ استمر اسناد العديد من المناصب السياسية والسيادية للمرأة وتقلدت الوظائف العليا في كافه ميادين الحياه
وجاءت ثورة يناير 2011 لتضيف المرأة المصرية لتاريخها المشرف مواقف بطوليه تجلت اثناء تواجدها فى الميادين المختلفة فى ارجاء الوطن واعتصمت فى تلك الميادين وشاهدها العالم كله الى ان سقط نظام مبارك ، ثم تواجدت فى ذات المواقع وبنفس العزيمة والاصرار حتى سقط نظام الاخوان برغم محاولة هذا النظام تقليص دورها فى المجتمع بصفة عامة حيث قاومت هذا الفكر المتخلف وكانت مقاومتها وقوداً اشعل حماس الشباب والرجال لاسقاط هذا النظام الى ان ظهر فارس هذا الزمان المشير/ عبد الفتاح السيسى وقرأ المشهد بكل ذكاء وفطنة ، وناشد المرأة فى كل مراحلها العمرية سواء كانت الام او الاخت او الابنه او الزوجة بضرورة ان تمارس دورها فى تحريك الوجدان الشعبى بالوقوف ضد طغيان الاخوان حتى سقطت قلاعهم فى ثورة يونيو 2013 ، ثم خرجت مرة اخرى لمواجهة ارهابهم بكل جسارة وقوة فى الرابع من يوليو، ثم فى الاستفتاء على الدستور ، واخيراً فى اختيار فارسها النبيل الذى اتت به بكل الثقة والاقتناع بانه ذلك الرجل الذى سوف يحقق لها وللوطن الامان والسلام والرخاء التى حرمت منه عقوداً طويلة .
ايتها المرأة المصرية الجسورة .. لن اتحدث عن جرائم التحرش التى تعرضتن لها طوال كفاحكن ضد الانظمة السابقة خاصة حكم الاخوان المسلمين ، ثم تلك الجريمة النكراء التى تعرضت لها ابنه من ابناء هذا الوطن خرجت للتعبير عن فرحتها باختيار رئيساً قوياً عادلاً يشعر بالامها ويحاول ان يحقق امالها .. فقد تبارت وسائل الاعلام المختلفة فى تناول تلك الجريمة من كافة جوانبها السلوكية والاخلاقية والمجتمعية من فئة ضالة فقدت ضميرها وانسانيتها ونخوتها .
إن ما يهمنى هنا هو التساؤل عما اذا كان ذلك سوف يأثر على عزيمة المرأة المصرية خلال تلك المرحلة الهامة من تاريخ البلاد .. ؟ .. الم تحاول عزيزى القارىء ان تستشف مما سبق عنمن له مصلحة فيما يحدث للوطن ؟ .. من له مصلحة فى تشويه الفرحة التى بدأت تتسلل الى ارواحنا بعد الاستحقاق الثانى من المرحلة الانتقالية وهى مرحلة انتخاب رئيساً للبلاد ؟ .. من له المصلحة ان يصدر للعالم الصورة بان التحرش قد تعدي مرحلة الظاهرة الى ان اصبح واقعاً فى المجتمع المصري يتم ممارسته فى كافة الميادين العامة ووسائل المواصلات بل واحياناً داخل الجامعات .
يجب الا ننظر الى التحرش على انه موضوع اجتماعى او أخلاقى يبعد كل البعد عن السياسة ولكنه من صميم علم السياسة لانه يتضمن حديثاً عن السلطة والتسلط والسيطرة والقمع من قبل الانظمة الحاكمة .
وقد نجح الرئيس / السيسى فى الوصول لهذه الحقيقة فقام بزيارة موفقة للضحية التى تعرضت مؤخراً لاعمال التحرش ، قام خلالها بإرسال رسالة طمأنه لها ولكل سيدات الوطن ، كما نجح فى تحقيق العديد من الاهداف السياسية والتى كان من اهمها اجهاض تلك المحاولات التى كانت تهدف الى الاساءة الى الواقع المصرى الجديد بعد اسقاط حكم الاخوان .
ومن هنا اقول .. ايها المتحرشون لن تنكسر ارادة المرأة المصرية مهما حاولتم .. سوف تستمر فى عطائها واداء رسالتها تجاه الوطن .. لن تستسلم لخطاب القهر والقمع والتخويف . اياً ما كانت الجهة التى تقف وراء ذلك .. وبرغم تزايد الامها نتيجة ما حدث الا انها ترفض الخضوع لتلك المخططات ولن تترك الساحة لمن يعبثون بمقدرات البلاد والعباد . حتى لو كانت النهاية شديدة الالام مثلما ما حدث لتلك السيدة الفاضلة مؤخراً ، الا ان المسيرات والاقلام والنداءات التى خرجت تندد بما حدث لها تشير الى عدم خضوع المرأة وعدم انكسارها حتى لو كانت سوف تدفع ثمناً باهظاُ من اجل كرامتها وحريتها التى لا تخالف الدين فى شىء ، وانما تخالف دعوات القمع والجهاله والتخلف .
سوف تكون الدولة بكل اجهزتها السيادية والتنفيذية وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسى ظهيراً للمرأة فى المرحلة القادمة .. تقديراً وعرفاناً لها بالجميل .. سوف يتم تفعيل القوانين وانفاذها .. سوف تكون الاجهزة الامنية بالمرصاد لكل من تسول له نفسه تكرار تلك الجرائم بكل حزم وحسم .
ايتها المرأة المصرية  . يا رمز الوفاء والعطاء . استمرى فى عطاءك لوطنك .. استمرى فى تشجيعنا على استكمال المسيرة التى بدأت بإسقاط حكم الاخوان المسلمين .. استمرى فى دفعنا للعمل بلا كلل او ملل فى سبيل رفعة الوطن .. فالمستقبل يفتح أبوابه لنا .. لن تضيع حقوقك مرة اخرى مهما حاول المتربصون والمتحرشون …..
وابداً لن تنكسر المرأة المصرية
                                                                                                                          الدكتور محسن الفحام

الدكتور محسن الفحام : نحو عهد جديد في العلاقة بين الشرطة والشعب


الآن وبعد أن استقرت الأوضاع إلى حد كبير في البلاد وبعد أن اختار الشعب بمحض إرادته الحرة قائده المخلص خلال المرحلة القادمة أصبح لزاما علينا أن نتعرض للعلاقة الطيبة التي ننشدها بين الشعب وجهاز الشرطة خلال المرحلة القادمة.
مما لاشك ان الفترة السابقة وما شهدتها من أحداث وعمليات إرهابية راح ضحيتها المئات من أبناء الشرطة الذين كانوا يدافعون عن أمن وسلامة وطنهم بأرواحهم ودمائهم أكسبت رجالها كل التقدير والاحترام والتعاطف من كافة كيانات المجتمع بكل أطيافه وتوجهاته.
وقد جاء اختيار المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد بردا وسلاما على جهاز الشرطة بالكامل حيث شعر الجميع أن مابذلوه من جهد وعطاء لم يذهب سدى لأن الشعب اختار الأمن والأمان أولا بعدما فقدوا هذا الإحساس الجميل طوال ثلاثة أعوام أعقبت ثورة 25 يناير.
ومن هذا المنطلق أصبح لزاما على طرفي معادلة الأمان وهما الشعب والشرطة أن يبرما معا اتفاقا وعهدا جديدا في العلاقة بينهما يقوم على الاحترام المتبادل والتعاون البناء لتحقيق أمن البلاد ورخاءها واستقرارها.
وفى هذا الإطار فإننا نرى ضرورة أن يلتزم كلا الطرفين ببعض النقاط الجوهرية التي تؤدي إلى بلوغ هذا الهدف وهو الأمن والسلام والرخاء والاستقرار.. وذلك على النحو التالي:
أولا: فيما يتعلق بجهاز الشرطة فإنه يجب ان يستمر في عطاؤه لهذا الشعب والوطن لانهما يستحقان منه ذلك؛ فرجل الأمن هو المحارب في مواجهة الخارجين عن القانون وهو القاضي في مواجهة المتخاصمين وهو الطبيب في إسعاف المصابين بمكان الحادث ومن ثم فإنه يجب عليه ان يتحلى بالقيم السلوكية والأخلاقية للعاملين بكافة هذه الوظائف لآن ذلك ولا شك سيكون عنصرا فعالا في تسابقية التصالح مع الغد ورسم صفحة جديدة لحياه المجتمع المصري في عهد قيادة سياسية واعدة بمستقبل مشرق.
ولعل من أهم تلك القيم سلامة العقيدة قولا وعملا من حيث التمسك بالعهد الذي قطعه على نفسه عند انضمامه لأسرة الشرطة في الوقوف مع المظلوم حتى يسترد حقه وضد الظالم بالقانون حتى يعدل عن ظلمه؛ فالقوة الراشدة العاقلة لا تنبع إلا من العقيدة القويمة السليمة.. ثم يأتي بعد ذلك ضرورة تحليه بالرفق والتواضع ولين الجانب والصدق والأمانة والحلم وتجنب الغضب والترفع عن السباب والتمسك بقيم العدل والرحمة والمروءة .
أما عن الصفات المهنية والوظيفية لرجل الأمن فإنني على يقين أن كل رجل من رجال هيئة الشرطة يعرف جيدا مهام وظيفته وكيفية القيام بها على خير وجه بل لقد زاد من هذه الصفات استعداده الدائم للاستشهاد في سبيل هذا الوطن فيكفي أنه يخرج نهارا او ليلا إلى عمله وهو لايعرف ما إذا كان سوف يعود لأسرته أم لا.
إلا أن هذا لا يمنعنا من الإشارة إلى بعض المحاور التي يجب الإشارة إليها في هذا المجال خاصة على ضوء المتغيرات التي يشهدها الشارع المصري حاليا. ومن أبرز تلك المحاور الارتقاء بالثقافة الأمنية لرجل الأمن بما يؤهله لرصد المتغيرات والتحديات الحالية والحرص على تحقيق صورة ذهنية مقبولة لدى رجل الشارع وضرورة العمل على مد جسور الثقة والتعاون معه ومع كافة مؤسسات الدولة والمجتمع المدني مع التأكيد على حفظ كرامه المواطن واحترام حقوقه وآدميته فالنجاح الحقيقي لرجل الشرطة يكمن في ثقه القائمين به في أنفسهم ثم في نتائج تعاونهم مع باقي أطياف المجتمع الذي يعملون في إطاره لتحقيق أعلى درجات الأمن والسلام للجميع .
ثانيا: ثم يأتي بعد ذلك  دور الطرف الثاني في تلك المعاهدة وهو المواطن، وهنا يدور السؤال.. ما هو المطلوب من الشعب لمساعده رجل الأمن في أداء عمله؟ ولماذا يجب أن يكون هناك تعاونا مخلصا لنجاح هذا الدور؟.. تعالوا معاً نرى ماذا أفرزت لنا السنوات الثلاثة الماضية وما الذي أحدثته في الشارع المصري.. أعمال إرهابية متكررة راح ضحيتها مئات الضحايا من رجال الشرطة والمواطنين الأبرياء.. تزايد أعمال البلطجة وقطع الطرق والسرقات بالإكراه ليلا ونهارا.. انتشار أسلحة غير مرخصة بشكل لم يسبق له مثيل بكافه أشكاله وألوانه.. تزايد جرائم الإتجار بالمخدرات والدعارة , انتشار الباعة الجائلين بكل مايواكبها من أعمال عنف وبلطجة تؤثر سلبا على أمن وسلامه البلاد والعباد.. محاوله العبث بمعتقدات الشباب للتأثير عليهم بالشكل الذي يجعلهم رافضين لأي توجه سياسي أو أمني أو حتى اجتماعي أو ثقافي لمجرد الرفض دون أن يكون لديهم البُعد أو الوعي الكامل لأسباب هذا الرفض.. هذا قليل من كثير .. شهدته الساحة المصرية خلال الفترة السابقة.
وهنا يزداد الطلب الحاحاَ في ضرورة مسانده رجال الشرطة لتأدية واجبهم تجاه وطنهم وضرورة العمل على إمدادهم بالمعلومات المتعلقة بمن يحاولون العبث بمقدرات هذا الوطن واضعين في الاعتبار أن رجل الشرطة أصبح معرضا للاغتيال في أي وقت وأي مكان، وبالتالي فإن حمايته هي حمايه لي ولك، حماية لأبنائك وأسرتك، حماي’ للغد الذي نرجوه، للأمل الذي عاد إلينا باختيار المشير / عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد .
من المحتمل أن يكون هناك بعض التجاوزات الفردية لأفراد معدودة من العاملين بجهاز الشرطة قد يكون مرجعها الضغوط التي يتعرضون لها، أو الاستفزازات المتعمدة التي يحاول البعض القيام بها لإخراجهم عن شعورهم، فهو أولا وأخيرا إنسان يشعر ويتأثر وينفعل ويحزن ويفرح.. ونحن هنا أيضا لا نبحث عن أعذار لهؤلاء وإنما نطالب بمساعدتهم في أداء واجبهم الذي أقسموا بالله ألا يحيدوا عنه، أما إذا كان هناك تجاوزات مقصودة للبعض منهم فإنني لا أشك لحظه أن الأجهزة الرقابية بوزارة الداخلية لن تتوانى عن الفحص والتمحيص للوقوف على تلك التجاوزات وأسبابها لإعطاء كل ذي حق حقه.
كانت تلك بعض البنود الواجب توافرها في العلاقة بين الشرطة والشعب خلال المرحلة القادمة يضمنها ويحافظ عليها ضمير جميع العاملين بوزارة الدخلية وعلى رأسهم وزيرها الذي تعرض لمحاوله اغتيال باءت ”والحمد لله” بالفشل وظهر بعدها رابط الجأش يطمئن زملاؤه وابنائه العاملين بالوزارة أنه فداء للوطن وأن جميع العاملين معه في جهاز الشرطة فداء له أيا ماكانت التضحيات.. ومن الطرف الآخر فإن الضامن الثاني هو شعب مصر المخلص الوفي الذي ثار على الظلم والظلام بعدما شعر بالخطر الذي يحيط به وبمستقبله ومستقبل أبنائه.
بني وطني هيا بنا  نعبر معا تلك المرحلة الهامة والحساسة من تاريخ بلدنا ، هيا نمد أيدينا معا لنستنهض الهمم ونعمل جاهدين على العبور بالوطن إلى الأمن والاستقرار.. اعتقد أنه من حقنا جميعا بعدما رأينا ولمسنا سنوات من القلق والخوف والتوتر على مستقبل هذا الوطن وأبنائه أن ننعم بقدر من الشعور بالأمل والامن والسلام والاستقرار وياله من شعور.
                                                                                                                         الدكتور محسن الفحام

الدكتور محسن الفحام يكتب : التنمية المستدامة وتأثيرها الايجابى على المجتمع


تزايد فى الفترة الاخيرة استخدام مصطلح التنمية المستدامة من منطلق انها هدف استراتيجى المفترض ان تتبناه القيادة السياسية التى سوف تتولى قيادة البلاد خلال المرحلة القادمة .
وفى هذا الشأن رأيت ان من الواجب ان نوضح مفهوم التنمية المستدامة والجوانب التى يجب ان تشملها كرؤية مستقبلية خلال المرحلة القادمة
مفهوم التنمية المستدامة تعرف بأنها
السعى الدائم لتطوير نوعية الحياة الانسانية من الاخذ بنظر الاعتبار قدرات وامكانيات النظام البيئى الذى يحتضن الحياة وهناك ارتباط وثسق بين التنمية السمتدامة وبين التنمية الاقتصادية والبيئية والاجتماعية ولا يمكن اعداد او تطبيق اية استراتيجية او سياسة مستدامة دون دمج هذه المكونات معاً
كما تعرف التنمية المتسدامة اجتماعياً . بان يكون النظام مستداماً فى حال حققت العدالة فى التوزيع ثم ايصال الخدمات الاجتماعية كالصحة والتعليم الى محتاجيها وتحقيق المساوة فى النوع الاجتماعى والمحاسبة السياسية والمشاركة الشعبية لكافة فئات المجتمع فى عملية صنع القرار .
التنمية المستدامة هى تنمية تفاعلية حركية تأخذ على عاتقها تحقيق المؤامه بين اركانها الثلاثة ( البشر ، الموارد ، البيئة ) .
كما تعرف التنمية المتسدامة اقتصادياً . بأن يكون النظام المستدام هو النظام الذى يتمكن من انتاج السلع والخدمات بشكل مستمر ، والذى يحافظ على مستوى معين قابل للادارة من التوازن الاقتصادى ما بين الناتج العام والدين وان يمنع حدوث اختلالات اجتماعية ناتجة عن السياسات الاقتصادية
كما تعرف التنمية المتسدامة بيئاً . بان يكون النظام المستدام بيئاً يجب ان يحافظ على قاعدة ثابتة من الموارد الطبيعية ويتجب الاستنزاف الزائد للموارد المتجدة ويشمل ذلك انتاجية التربة والاتزان الجوى والانظمة البيئية الطبيعية التى تصنف عادة كموارد اقتصاية .
وبذلك نرى ان الاجتماعيين يركزون على العوامل الاساسية الفعالة فى التنمية المتسدامة . اى الناس ومدى احتياجتهم ومرغباتهم واستخداد الوحدات الغير ملموسة احياناً مثل الرفاهية والتمكين الاجتماعى .
بينما يسعى الاقتصاديون الى زيادة الرفاهية البشرية الى اقصى درجة فى ظل الموجوات الرأس مالية والتكنولوجية الراهنة واستخدام الوحدات الاقتاصدية مثل ( المال او القيمة المتحققة ) كونها معيار للقياس .
فى حين يركز الايكولوجيون من خبراء البيئة على الحفاظ على تكامل النظم الايكولوجية اللزمه للاستقرار الكلى لنظامنا العالمى والاهتمام بقياس وحدات الكيانات الطبيعية والبيولوجية .
فالسعى نحو تحقيق التنمية المتسدامة يتطلب مجموعة من الانظمة الثابتة فى واقع الحياة الانسانية كما يلى .
1 نظام اجتماعى : يقدم الحلول للتنمية الغير متناغمة ويقدر المقترحات الممكنة لديمومه وتصعيد فعاليات المشاركة من للنوع الاجتماعى .
2 نظام سياسى : الذى يؤمن الماشركة الفعالة للمواطن ( نساء ورجال ) فى عملية صنع القرار وفى مختلف مستويات الحياة والفعاليات الادارية والاجتماعية .
3 نظام اقصادى : من خلال مقدرتة على احداث فوائض انتاجية على اساس الاعتماد الذاتى والاستدامة .
4 نظام انتاجى  وادارى ودولى : يراعى  فيها الانطمات  المستدامة للتجارة والتمويل فندرة المصار فى تلبية الحاجات البشرية هى اساس المعضلة الاقتصادية لان زياة الانتاجية وترشيد استعمال المصادر المحدودة هى فى صلب التنمية البشرية دون رفع هذا الهدف الى مراتب اعلى من الاعتبارات الانسانية الاخرى فزيادة الانتاجية تبقى فى نهاية وسيلة على الرغم من اهميتها
ثانياً : ابعاد التنمية المستدامة لتشمل جوانب كثيرة متمثله فيما ياتى
1 التنمية الروحية وتعنى توفير البعد العقائدى الايدولوجى لتنمية ذلك البعد الذى يتمضن كافة جوانب الحياة ويحدد للفرد حريته وحركتة واختيارته واول ما توفرة التنمية الروحية هى التعوان على المصالح الوجانية للمجتمع
2 التنمية الذاتية وتعنى العمل على قوى العمل المحلية والمواد الخام المتوفرة فى البيئة فى عمليات الانتاج والمعرفة المحلية وتطويرها وفقا للتكنواوجيا المستوردة
3 التنمية النفسية بمعنى تنمية طموحات المواطنين بالصورة التى تدفعهم نحو التطلع نحو المستقبل والسعى لتحقيق حياة افضل واعد احد الابعاد الاساسية للتنمية المستدامة لانه لا يمكن تحقيق اى انجاز ما لم تكن هناك طموحات دافعة اليه
4 التنمية الادارية والتشريعية وهى الجهود التى يجب بذلها باستمرار لتطوير الجهاز الادارى فى الدولة سعياً وراء رفع مستوى القدارت الادارية عن طريق وضع الهياكل التنظيمية الملائمة لحاجات النفس والتصورات القانوينة لضبط حركة الحياة وهى التطوير الشامل للجهاز الادارى للدولة لرفع مستوى قدراتة الادارية لتمكينة من القيام بوظائف الدولة بشكل عام وبوظائف التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتنمية فى كافة المجالات بشكل خاص
5 التنمية البيئية احدثت ثورة الانسان التكنولوجية نقله هامة على المستويات المادية للمجتمع وفى مقابل ذلك ادت الى الاصراف واستنزاف الموارد الطبيعية والانسان فى تطوره مع البيئة وجد حلاً فى التوعية البيئية من خلال وسائل التربية والاعلام بهدف جعل الفر واعياً بالعلاقات البيئية ولدورة فى صون البيئة وهذا يحتج الى المشاركة الجماهيرية اى اسهام الناس جيمعاً
6 التنمية العلمية والبحثية والتكنولوجية : فالتنمية التكنولوجية هى الجهود المبذولة لاتاحة معلومات او معرفة جديدة يمكن استخدامها بكفأة فى العمليات الانتاجية ولها تأثير ملحوظ على التكلفة وعلى نوعية المنتج وكمية الانتاج وجودتة
7 التنمية البشرية : تعرف التنمية البشرية الصادرة عن البرامج الانمائى للأم المتحدة بأنها عملية توصيع خيارات الناس وتتمثل فى مححدات اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية بلاضافة الى ما يمكن ان يكون متاحاً من سلع وخدمات ومعارف لتلبية هذه الاختيارات التى يمتدد مجالها من الحاجات الى الطعام …….. اى التوعية فى المشاركة فى كل ما يجرى فى المجتمع
8 التنمية المجتمعية هى تغيير الاوضاع القديمة التى لم تعد تساير روح الصعر بطرق ديمقراطية تهدف الى بناء اجتماعى جديد ينبثق عنه علاقات جديدة مستحدثة ويسمح للأفرا بتحقيق أكبر قدر ممكن من اشباع المطالب والحاجات
9 التنمية السياسية : وهى تعبئة الجماهير وتفاعلهم مع النظام القائم وعدم وقفهم موقف الامبلاه وتتسم بدرجة من المشاركة الشعبية الواسعة
10 التنمية الاقتصادية : وهى التى تؤثر على الجانب المادى للتنمية بطريقة تحسين وتنظيم واستغلال الموارد الاقتصادية بغيه تحقيق  زايدة فى الانتاج الكلى من السلع والخدمات بمعدل اسرع من الزيادة فى السكان وتشمل كافة المجالات الاقتصادية والزراعية والصناعية والمالية والتجارية ….. وغيرها
وهكذا تتكامل انواع التنمية العشر هذه لتشكل فيما بينها التنمية المستدامة والتى هى الاطار الجامع لهذه الانواع بشكل عام ومن هنا تأتى اهمية الاعلام باعبتراة البق الذى من خلاله يدرك الناس ادوراهم فى برامج التنمية المستدامة المختلفة